سورة هود - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (هود)


        


قوله تعالى: {وأُتبعوا في هذه الدنيا لعنةً} أي: أُلحقوا لعنة تنصرف معهم. {ويوم القيامة} أي: وفي يوم القيامة لُعنوا أيضاً. {ألا إِن عاداً كفروا ربهم} أي: بربهم، فحذف الباء، وأنشدوا:
أَمَرتُكَ الخيرَ فَافْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِهِ *** فقد تَركْتُكَ ذَا مَالٍ وَذَا نَشَبِ
قال الزجاج: قوله: {ألا} ابتداء وتنبيه، و{بُعدا} منصوب على معنى: أبعدهم الله فبعدوا بعداً، والمعنى: أبعدهم من رحمته.
قوله تعالى: {هو أنشأكم من الأرض} فيه قولان:
أحدهما: خلقكم من آدم، وآدم خُلق من الأرض.
والثاني: أنشأكم في الأرض.
وفي قوله: {واستعمركم فيها} ثلاثة أقوال:
أحدها: أعمركم فيها، أي: جعلكم ساكنيها مدة أعماركم، ومنه العمرى، وهذا قول مجاهد.
والثاني: أطال أعماركم، وكانت أعمارهم من ألف سنة إِلى ثلاثمائة، قاله الضحاك.
والثالث: جعلكم عُمَّارها، قاله أبو عبيدة.
قوله تعالى: {قد كنتَ فينا مرجُوّاً قبل هذا} فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنهم كانوا يرجونه للمملكة بعد ملكهم، لأنه كان ذا حسب وثروة، قاله كعب.
والثاني: أنه كان يبغض أصنامهم ويعدل عن دينهم، وكانوا يرجون رجوعه إِلى دينهم، فلما أظهر إِنذارهم، انقطع رجاؤهم، منه وإِلى نحو هذا ذهب مقاتل.
والثالث: أنهم كانوا يرجون خيره، فلما أنذرهم، زعموا أن رجاءهم لخيره قد انقطع، ذكره الماوردي.
قوله تعالى: {وإِننا لفي شك} إِن قال قائل: لم قال هاهنا: {وإِننا} وقال في إِبراهيم: {وإِنا}؟
فالجواب: أنهما لغتان من لغات قريش السبع التي نزل القرآن عليها. قال الفراء: من قال: إِننا أخرج الحرف على أصله، لأن كناية المتكلمين نا فاجتمعت ثلاث نونات، نونا إِن والنون المضمومة إِلى الألف، ومن قال: إِنا استثقل الجمع بين ثلاث نونات، وأسقط الثالثة، وأبقى الأولتين؛ وكذلك يقال: إِني وإٍنني، ولعلّي ولعلني، وليتي وليتني، قال الله في اللغة العليا: {لعلّي أبلغ الأسباب} [غافر: 36]، وقال الشاعر في اللغة الأخرى:
أريني جواداً مات هَزْلاً لعلَّني *** أرى ما تَرَيْنَ أو بخيلاً مخلَّدا
وقال الله تعالى: {يا ليتني كنتُ معهم} [النساء: 73]، وقال الشاعر:
كمُنيةِ جابرٍ إِذ قال ليتي *** أصادفُه وأُتلفُ بعضَ مالي
فأما المريب، فهو الموقع للريبة والتهمة. والرحمة يراد بها هاهنا: النبوَّة.
قوله تعالى: {فما تزيدونني غير تخسير} التخسير: النقصان.
وفي معني الكلام قولان:
أحدهما: فما تزيدونني غيرَ بَصَارَةٍ في خسارتكم، قاله ابن عباس. وقال الفراء: المعنى: فما تزيدونني غير تخسيرٍ لكم، أي: كلما اعتذرتم عندي بعذر فهو يزيدكم تخسيراً. وقال ابن الأعرابي: غير تخسير لكم، لا لي. وقال بعضهم: المعنى: فما تزيدونني بما قلتم إِلا نسبتي لكم إِلى الخسارة.
والقول الثاني: فما تزيدونني غير الخسران إِن رجعتُ إِلى دينكم، وهذا معنى قول مقاتل.
فان قيل: فظاهر هذا أنه كان خاسراً، فزادوه خساراً، فقد أسلفنا الجواب في قوله:
{لو خرجوا فيكم مازادوكم إِلا خبالاً} [التوبة: 47].
قوله تعالى: {هذه ناقةُ الله لكم آيةً} قد شرحناها في سورة [الأعراف: 73] قوله تعالى: {تمتعوا في داركم} أي: استمتعوا بحياتكم، وعبَّر عن الحياة بالتمتع، لأن الحيَّ يكون متمتِّعاً بالحواسِّ.
قوله تعالى: {ثلاثةَ أيام} قال المفسرون: لمَّا عُقرت الناقة صَعِدَ فصيلُها إِلى الجبل، ورغا ثلاث مرات، فقال صالح: لكل رغوة أجل يوم، ألا إِن اليوم الأول تصبح وجوهُكم مُصْفَرَّةً، واليوم الثاني مُحْمَرَّةً، واليوم الثالث مُسْوَدَّةً؛ فلما أصبحوا في اليوم الأول، إِذا وجوههم مصفرة، فصاحوا وضجوا، وبَكَوْا، وعَرَفوا أنَّه العذاب، فلما أصبحوا في اليوم الثاني، إِذا وجوههم محمرة، فضجوا، وبكَوا، فلما أصبحوا في اليوم الثالث، إِذا وجوههم مسودة كأنما طليت بالقار، فصاحوا جميعاً: ألا قد حضركم العذاب؛ فتكفَّنوا وألقَوْا أنفسهم بالأرض، لا يدرون من أين يأتيهم العذاب، فلما أصبحوا في اليوم الرابع، أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كلِّ صاعقة، فتقطَّعتْ قلوبُهم في صدورهم. وقال مقاتل: حفروا لأنفسهم قبوراً، فلما ارتفعت الشمس من اليوم الرابع، ولم يأتهم العذاب، ظنوا أن الله قد رحمهم، فخرجوا من قبورهم يدعو بعضهم بعضاً، إِذ نزل جبريل، فقام فوق المدينة فسدّ ضوءَ الشمس، فلما عاينوه، دخلوا قبورهم، فصاح بهم صيحة: موتوا، عليكم لعنة الله، فخرجت أرواحهم، وتزلزلت بيوتهم فوقعت على قبورهم. قوله تعالى: {ذلك وعدٌ} أي: العذاب {غير مكذوب} أي: غير كذب.
قوله تعالى: {ومن خِزْيِ يومِئِذٍ} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر {يومِئِذٍ} بكسر الميم. وقرأ الكسائي بفتحها مع الإِضافة. قال مكي: من كسر الميم، أعرب وخفض، لإِضافة الخزي إِلى اليوم، ولم يَبْنِهِ؛ ومن فتح، بنى اليوم على الفتح، لإِضافته إِلى غير متمكّن، وهو إِذ وقرأ ابن مسعود {ومن خزيٍ} بالتنوين، {يومَئذ} بفتح الميم. قال ابن الأنباري: هذه الواو في قوله: {ومن خزي} معطوفة على محذوف، تقديره: نجيناهم من العذاب ومن خزي يومئذ. قال: ويجوز أن تكون دخلت لفعل مضمر، تأويله: نجينا صالحاً والذين آمنوا معه برحمة منا، ونجيناهم من خِزْي يومئذ. قال: وإِنما قال: {وأخذَ} لأن الصيحة محمولة على الصياح.
قوله تعالى: {ألا بعداً لثمود} اختلفوا في صرف {ثمود} وترك إِجرائه في خمسة مواضع: في [هود: 69] {ألا إِن ثموداً كفروا ربهم ألا بعداً لثمود} وفي [الفرقان: 38] {وعاداً وثموداً وأصحابَ الرسِّ} وفي [العنكبوت: 38] {وعاداً وثموداً وقد تبين لكم} وفي [النجم: 51] {وثمودَ فما أبقي} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ونافع، وابن عامر بالتنوين في أربعة مواضع منها، وتركوا {ألا بعداً لثمود} فلم يصرفوه. وقرأ حمزة بترك صرف هذه الخمسة الأحرف، وصرفهنَّ الكسائي. واختلف عن عاصم، فروى حسين الجعفي عن أبي بكر عنه أنه أجرى الأربعة الأحرف مثل أبي عمرو؛ وروى يحيى بن آدم أنه أجرى ثلاثة، في [هود: 69] {ألا إِن ثموداً} وفي [الفرقان: 38] و[العنكبوت: 38]. وروى حفص عنه أنه لم يجر شيئاً منها مثل حمزة.
واعلم أن ثموداً يراد به القبيلة تارة، ويراد به الحي تارة. فإذا أريد به القبيلة، لم يصرف، وإِذا أريد به الحي، صرف. وما أخللنا به، فقد سبق تفسيره [الأعراف: 73، والتوبة: 70] إِلى قوله: {ولقد جاءت رسلنا إِبراهيم} والرسل هاهنا: الملائكة. وفي عددهم ستة أقوال:
أحدها: أنهم كانوا ثلاثة، جبريل، وميكائيل، وإِسرافيل، قاله ابن عباس، وسعيد بن جبير. وقال مقاتل: جبريل، وميكائيل، وملك الموت.
والثاني: أنهم كانوا اثني عشر، روي عن ابن عباس أيضاً.
والثالث: ثمانية، قاله محمد بن كعب.
والرابع: تسعة، قاله الضحاك.
والخامس: أحد عشر، قاله السدي.
والسادس: أربعة، حكاه الماوردي.
وفي هذه البشرى أربعة أقوال:
أحدها: أنها البشرى بالولد، قاله الحسن، ومقاتل. والثاني: بهلاك قوم لوط، قاله قتادة. والثالث: بنبوَّته، قاله عكرمة. والرابع: بأن محمداً يخرج من صلبه، ذكره الماوردي.
قوله تعالى: {قالوا سلاماً} قال ابن الأنباري: انتصب بالقول، لأنه حرف مقول، والسلام الثاني مرفوع باضمار عليكم. وقال الفراء: فيه وجهان.
أحدهما: أنه أضمر عليكم كما قال الشاعر:
فَقُلْنَا السَّلاَمُ فَاتَّقَتْ مِنْ أَمِيرِهَا *** فما كان إِلاَّ ومْؤُهَا بِالْحَواجِبِ
والعرب تقول: التقينا فقلنا: سلام سلام.
والثاني: أن القوم سلَّموا، فقال حين أنكرهم هو: سلام، فمن أنتم؟ لإِنكاره إِياهم. وقرأ حمزة، والكسائي: {قال سِلْم}، وهو بمعنى سلام، كما قالوا: حِلّ وحلال، وحِرم وحرام؛ فعلى هذا يكون، معنى {سلِم}: سلام عليكم. قال أبو علي: فيكون معنى القراءتين واحداً وإِن اختلف اللفظان. وقال الزجاج: من قرأ {سِلْم} فالمعنى: أمْرُنا سِلْم، أي: لا بأس علينا.
قوله تعالى: {فما لبث} أي: ما أقام حتى جاء بعجل حنيذ، لأنه ظنهم أضيافاً، وكانت الملائكة قد جاءته في صورة الغلمان الوِضَاء. وفي الحنيذ ستة أقوال:
أحدها: أنه النضيج، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة.
والثاني: أنه الذي يَقْطُر ماؤُه وَدَسمُه وقد شوي، قاله شمر بن عطية.
والثالث: أنه ما حفرتَ الأرضَ ثم غممتَه، وهو من فعل أهل البادية، معروف، وأصله: محنوذ، فقيل: حنيذ كما قيل: طبيخ للمطبوخ، وقتيل للمقتول. هذا قول الفراء.
والرابع: أنه المشوي، قاله أبو عبيدة.
والخامس: المشوي بالحجارة المحماة، قاله مقاتل، وابن قتيبة.
والسادس: السميط، ذكره الزجاج، وقال: يقال: إنه المشوي فقط، ويقال: المشوي الذي يقطر، ويقال: المشوي بالحجارة.


قوله تعالى: {فلما رأى أيديهم} يعنى الملائكة {لاَتَصِلُ إِليه} يعني العجل {نَكِرَهُمْ} أي: أنكرهم. قال أبو عبيدة: نَكِرهم وأنكرهم واستنكرهم، سواء، قال الأعشى:
فَأَنْكَرَتْنِي وَمَا كان الَّذي نَكِرَتْ *** مِنَ الحَوَادِثِ إِلاَّ الشَّيْبَ والصَّلَعَا
قوله تعالى: {وأوجس منهم خيفةً} أي: أضمر في نفسه خوفاً. قال الفراء: وكانت سُنَّةً في زمانهم إِذا ورد عليهم القوم فأتوهم بالطعام فلم يمسُّوه، ظنوا أنهم عدوٌّ أو لُصُوصٌ، فهنالك أوجس في نفسه خيفة، فرأوا ذلك في وجهه، فقالوا: {لا تخف}.
قوله تعالى: {إِنا أُرسلنا إِلى قوم لوط} قال الزجاج: أي: أُرسلنا بالعذاب إِليهم. قال ابن الأنباري: وإِنما أُضمر ذلك هاهنا، لقيام الدليل عليه بذكر الله تعالى له في سورة أخرى.


قوله تعالى: {وامرأته قائمة} واسمها سارة. واختلفوا أين كانت قائمة على ثلاثة أقوال:
أحدها: وراء الستر تسمع كلامهم، قاله وهب.
والثاني: كانت قائمة تخدمهم، قاله مجاهد، والسدي.
والثالث: كانت قائمة تصلي، قاله محمد بن إِسحاق.
وفي قوله: {فضحكت} ثلاثة أقوال:
أحدها: أن الضحك ها هنا بمعنى التعجب، قاله أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني: أن معنى {ضحكت}: حاضت، قاله مجاهد، وعكرمة. قال ابن قتيبة: وهذا من قولهم: ضحكت الأرنب: إِذا حاضت. فعلى هذا، يكون حيضها حينئذ تأكيد للبشارة بالولد، لأنَ من لا تحيض لاتحمل. وقال الفراء: لم نسمع من ثقة أن معنى {ضحكت} حاضت. قال ابن الأنباري: أنكر الفراء، وأبو عبيدة، وأبو عبيد أن يكون {ضحكت} بمعنى حاضت، وعرفه غيرهم. قال الشاعر:
تَضْحَكُ الضَّبْعُ لقَتْلى هُذَيْلٍ *** وَتَرَى الذِّئْبَ لها يَسْتَهِلُّ
قال بعض أهل اللغة: معناه: تحيض.
والثالث: أنه الضحك المعروف، وهو قول الأكثرين.
وفي سبب ضحكها ستة أقوال:
أحدها: أنها ضحكت من شدة خوف إِبراهيم من أضيافه، وقالت: من ماذا يخاف إِبراهيم، وإِنما هم ثلاثة، وهو في أهله وغلمانه؟! رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال مقاتل.
والثاني: أنها ضحكت من بشارة الملائكة لإِبراهيم بالولد، وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً، ووهب بن منبه؛ فعلى هذا إِنما ضحكت سروراً بالبشارة، ويكون في الآية تقديم وتأخير، المعنى: وامرأته قائمة فبشرناها فضحكت، وهو اختيار ابن قتيبة.
والثالث: ضحكت من غفلة قوم لوط وقرب العذاب منهم، قاله قتادة.
والرابع: ضكحت من إِمساك الأضياف عن الأكل، وقالت: عجباً لأضيافنا، نخدمهم بأنفسنا، وهم لايأكلون طعامنا! قاله السدي.
والخامس: ضحكت سروراً بالأمن، لأنها خافت كخوف إِبراهيم، قاله الفراء.
والسادس: أنها كانت قالت لإِبراهيم: اضمم إِليك ابن أخيك لوطاً، فانه سينزل العذاب بقومه، فلما جاءت الملائكة بعذابهم، ضحكت سروراً بموافقتها للصواب، ذكره ابن الأنباري.
قال المفسرون: قال جبريل لسارة: أَبْشِري أيتها الضاحكة بولد اسمه إِسحاق، ومن وراء إِسحاق يعقوب، فبشروها أنها تلد إِسحاق، وأنها تعيش إِلى أن ترى ولد الولد.
وفي معنى الوراء قولان:
أحدهما: أنه بمعنى {بعد}، قاله أبو صالح عن ابن عباس، واختاره مقاتل، وابن قتيبة.
والثاني: أن الوراء: ولد الولد، روي عن ابن عباس أيضاً، وبه قال الشعبي، واختاره أبو عبيدة.
فان قيل: كيف يكون يعقوب وراء إِسحاق وهو ولده لصلبه، وإِنما الوراء: ولد الولد؟ فقد أجاب عنه ابن الأنباري، فقال: المعنى: ومن وراء المنسوب إِلى إِسحاق يعقوب، لأنه قد كان الوراء لإِبراهيم من جهة إِسحاق، فلو قال: ومن الوراء يعقوب، لم يُعلم أهذا الوراء منسوب إِلى إِسحاق، أم إِلى إِسماعيل؟ فأضيف إِلى إِسحاق لينكشف المعنى ويزول اللبس.
قال: ويجوز أن ينسب ولد إِبراهيم من غير إِسحاق إلى سارة على جهة المجاز، فكان تأويل الآية: من الوراء المنسوب إِلى سارة، وإلى إِبراهيم من جهة إِسحاق، يعقوب. ومن حمل الوراء على {بعد} لزم ظاهر العربية.
واختلف القراء في {يعقوب}، فقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: {يعقوبُ} بالرفع. وقرأ ابن عامر، وحمزة، وحفص عن عاصم: {يعقوبَ} بالنصب.
قال الزجاج: وفي رفع {يعقوب} وجهان.
أحدهما: على الابتداء المؤخَّر، معناه التقديم؛ والمعنى: ويعقوبُ يَحْدُثُ لها من وراء إِسحاق.
والثاني: وثبت لها من وراء إِسحاق يعقوبُ. ومن نصبه، حمله على المعنى، والمعنى: وهبنا لها إِسحاقَ، ووهبنا لها يعقوبَ.
قوله تعالى: {يا ويلتي أألد وأنا عجوز} هذه الكلمة تقال عند الإِيذان بورود الأمر العظيم. ولم تُرِد بها الدعاء على نفسها، وإِنما هي كلمة تخفُّ على ألسنة النساء عند الأمر العجيب. وقولها: {أألد} استفهام تعجب. قال الزجاج: و{شيخاً} منصوب على الحال. قال ابن الأنباري: إِنما أشارت بقولها هذا لتنبِّه على شيخوخيَّته واختلفوا في سن إِبراهيم وسارة يومئذ على أربعة أقوال.
أحدها: أنه كان إِبراهيم ابن تسع وتسعين سنة. وسارة بنت ثمان وتسعين سنة. قاله أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني: أنه كان إِبراهيم ابن مائة سنة، وسارة بنت تسع وتسعين، قاله مجاهد.
والثالث: كان إِبراهيم ابن تسعين، وسارة مثله، قاله قتادة.
والرابع: كان إِبراهيم ابن مائة وعشرين سنة، وسارة بنت تسعين، قاله عبيد بن عمير، وابن إِسحاق.

7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14